إغلاق “غوانتانامو” يسائل مصير المغربي “ناصر”

بعد تعبير إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نيتها إغلاق معتقل غوانتانامو، يطفو على السطح مصير مجموعة من معتقليه، من بينهم عبد اللطيف ناصر، آخر مغاربة غوانتانامو.

وأطلق مكتب الرئيس الأمريكي “مراجعة رسمية” لمعتقل غوانتانامو القائم بالأراضي الكوبية، في إطار العمل من أجل إغلاقه قبل نهاية ولايته، العهد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1608049251753-0’); });

الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لولايتين متتاليتين، يحاول في هذا الإطار تحقيق الوعد الانتخابي الذي التزم به أوباما منذ حملة ترشحه، دون أن يستطيع تحقيقه.

وعرفت ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب وقفا لإجراءات إغلاق معتقل غوانتانامو سيّء الذّكر، الذي يعد رمزا لخروقات حقوق الإنسان، بعدما فتح في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش، وسبق أن نادى خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة بإغلاقه قبل ست عشرة سنة، كما طالبت بإغلاقه منظّمات غير حكومية دولية مثل منظمة العفو الدولية (أمنستي).

وسبق أن قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في نهاية ولايته الثانية والأخيرة، إن هذا المعتقَل “يتعارض مع القيم الأمريكية”، و”يضعف مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في العالَم”، وزاد: “التاريخ سينتقدنا بقسوة في هذا الجانب من حربنا ضد الإرهاب”.

ومن بين المتضررين الرئيسيين في هذا المعتقل من موقف الرئيس السابق ترامب، المغربي عبد اللطيف ناصر، الذي أوقفت إجراءات ترحيله إلى المغرب سنة 2016.

جاء هذا في إطار تشبث ترامب بوعده الانتخابي بالإبقاء على المعتقَل مفتوحا، بل و”زيادة مَلئِه بأشخاص سيّئين آخرين”؛ علما أنه عبّر عن استيائه سنة 2019 من تكلفته.

وظل ناصر معتقلا رغم إجماع مجلس الاستعراض الدوري (PRB) المكون من كبار ممثلي ست وكالات أمريكية: وزارات الخارجية والأمن الوطني والعدل والدفاع، بالإضافة إلى هيئة الأركان المشتركة ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، (أجمع) سنة 2016 على أنّه لا يشكّل أيّ تهديد، ويمكن نقله إلى المغرب.

وتبنت قضية عبد اللطيف ناصر مؤسّسة “ريبريف” الدولية، وكان لها صدى في الإعلام الأمريكي المكتوب والمسموع، مثل: “نيويورك تايمز” و”بوستون غلوب” وشبكة “إن بي آر”.

وتعتبر ريبريف أن جميع المزاعم الأميركية في ملفّ ناصر قد “فقدت مصداقيتها مع مرور السنين”، لـ”اعتمادها على شهادات تم الحصول عليها من الاستجوابات باستخدام التعذيب”، وبعدما “تم دفع الشهود الرئيسيين الذين أدلوا بشهاداتهم ضده إلى الاعتقاد بأنّه قد لقي حتفه”، قائلة إن لم يحاكَم قط، وبرر احتجازه طوال ثمانية عشر عاماً بأدلة “مُلَوّثة بالتّعذيب”.

كما خلصت سلسلة مسجلة بثتها شبكة “إن بي آر”، بعد ثلاث سنوات أخذت معِدّها إلى كوبا والمغرب، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن سبب بقاء ناصر مسجونا بعد تبرئته أنّ الجواب المغربي حول استقباله أتى متأخرا بثمانية أيّام، أو بيوم واحد، وفق مصادر أخرى؛ “فلم يكن ممكنا أن ينظر فيه الكونغرس الأمريكي، بعدما أوقف ترامب ترحيل سجناء غوانتانامو وأنهى أيّ مسار لإغلاق هذا المعتقَل”.

ووفق رسالة سابقة لعبد اللطيف ناصر، سبق أن نشرت جريدة هسبريس الإلكترونية مضامينها، فإنه عاش “سنوات من التّعذيب والحرمان من حقوقه القانونية، والمعاناة الذهنيّة والألم والإذلال والظّلم”. كما عبر المعتقل في غوانتانامو، في لقاء جمعه بمحاميه نشرت هسبريس تفاصيله، أنّه يرى أنّ المغرب والحكومة الأمريكية يركّزان على فيروس “كورونا”، ثم يضيف: “وضعية كوفيد-19 صعبة ببلدي؛ ولكنني سأذهب إلى هناك حالا لو استطَعت”.

وسبق أن ربط مصطفى ناصر، شقيق آخر مغاربة غوانتانامو، عودة أخيه، برحيل الرئيس دونالد ترامب عن سدة الحكم، قائلا في تصريح لـ هسبريس: “آنذاك لي أمل كبير في تحركات الحكومة المغربية”.

The post إغلاق “غوانتانامو” يسائل مصير المغربي “ناصر” appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى