احتجاج الفنيدق يراهن على تقارب الرباط ومدريد

كلّما تأخر الحوار السياسي بين الرباط ومدريد حول مسألة الحدود والتّهريب إلا واشتدّ الضغط على صانعي القرار في شمال المغرب، ومع بروز احتجاجات متفرقة في مدينة الفنيدق، تبرز الحاجة إلى فتح قنوات الحوار مع الجانب الإسباني، الذي بدوره يشتكي من سياسة “الإغلاق” ويطالب بتحرك دبلوماسي لاحتواء الوضع.

ولم تنعقد القمة الثنائية (الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب) كما كان متوقعا في فبراير الجاري، حيث يُنظر إلى الأمر على أنه “علامة” بارزة تعكس مزاجية العلاقات بين الجارين؛ بينما تزامن الإلغاء مع إعلان الاعتراف الأمريكي بالصحراء ووجود وفد إسرائيلي أمريكي كبير في الرباط.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1608049251753-0’); });

وتعرف مدينة الفنيدق الحدودية وقفات احتجاجية غير منتظمة تطالب ببديل اقتصادي في المنطقة بعد قرار إغلاق “الدّيوانة”، ويرفع المحتجون وغالبيتهم تجّار وشباب، بين الفينة والأخرى، شعارات اجتماعية تعكس حجم الغضب والسّخط اللذين يسودان داخل المدينة الشمالية.

وعلّقت على هذه القمة المؤجلة آمال كبيرة بشأن إمكانية إعادة فتح المعابر الحدودية وبالتّالي تنشيط المنطقة الاقتصادية في المدن الحدودية؛ بينما يساهم غياب الحوار بين مدريد والرباط في تأجيج الوضع في “الفنيدق”، بحيث انتشرت دعوات جديدة للخروج إلى الشارع الجمعة المقبلة.

وكانت الأوساط الإسبانية الرسمية تتوقّع أن يتجه الوضع إلى هدنة “ظرفية” خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي فرضته جائحة “كورونا”؛ غير أنّ عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، قطع الشك باليقين مؤكدا أن “قرار الإغلاق نهائي، وسيتمّ تعويض الفئات المتضرّرة من تبعات هذا القرار”.

ولم تفلح محاولات الجانب الإسباني في إقناع السلطات المغربية بضرورة فتح المعابر التجارية الحدودية أمام ممتهني التهريب الذين يقدرون بالآلاف؛ وهو ما دفع التجار الإسبانيين في سبتة المحتلة إلى التصعيد والاحتجاج على الوضع السّيء الذي يعيشونه في ظل “الحصار” الاقتصادي المفروض عليهم.

ومقابل هذا التوجس السياسي الذي يبديه الإسبان تجاه المغرب، يستمر التعاون الإستراتيجي بين البلدين في تجاوز عراقيل “السياسة المتقلبة”، فمدريد ثاني مستثمر أجنبي بالنسبة للمملكة (بنسبة 14 في المائة من الإجمالي المسجل وفقًا لمكتب مراقبة الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية)، ولا تتفوق عليها سوى فرنسا.

وتعدّ إسبانيا اليوم أكبر مستثمر في المملكة، مع أكثر من 1000 شركة توجد على الأراضي المغربية، كما تشترك في أسهم أكثر من سبعة آلاف شركة أخرى. ويشير الخبراء إلى أن ورقة الهجرة تُستخدم، في الفترة الحالية، لدفع حكومة بيدرو سانشيز إلى عدم التدخل في الشأن السيادي المغربي”.

The post احتجاج الفنيدق يراهن على تقارب الرباط ومدريد appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى