عبد الإله ومليكة .. ثنائي كفيف يسطر قصة حب ويخوض غمار التحديات

رغم معاناتهما معا من فقدان البصر، تحدى الزوجان الكفيفان عبد الإله المغراوي ومليكة الغازي، المقيمان بحي بنسودة بفاس، إعاقتهما ليكتبا قصة حب وحياة، أثمرت طفلة جميلة هي قرة عينهما التي تنير لهما ظلمة الطريق.

“بدأت أعاني من مشاكل في الإبصار عندما بلغت 15 سنة من العمر، قبل أن أفقد بصري كليا سنة 2003″، يقول عبد الإله المغراوي، مبرزا أن إعاقته الطارئة دفعته إلى الالتحاق بمركز المكفوفين للصناعة التقليدية الزيات بفاس، التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1608049251753-0’); });

المغراوي، الذي يوجد في عقده الخامس، قال في حديث لهسبريس إن الفضل يعود إلى هذا المركز في مساعدته على الخروج من حالة الاكتئاب التي انتابته بعد فقدانه نعمة البصر، وذلك عبر إدماجه داخل المركز في ورشة الدرازة بعد أن تعلم هذه الحرفة اليدوية على يد مؤطريه.

رفع عبد الإله المغراوي، الذي تابع دراسته إلى مستوى البكالوريا، التحدي وأعلن قبل عامين عن رغبته الجادة في الارتباط بمليكة الغازي، التي تعاني من فقدان البصر والسمع وتصغره بسنوات عدة، بعد أن اقترحها عليه للزواج أحد زملائه داخل مركز الزيات للمكفوفين حين علم برغبته في بناء عش الزوجية.

“إنها نعم الزوجة والأخلاق الطيبة؛ فهي تقوم بجميع أشغال البيت على أحسن ما يرام رغم إعاقتها البصرية والسمعية، كما أنها زوجة مثقفة لكونها حاصلة على شهادة الإجازة”، يقول المغراوي، مبرزا أن الله عوضهما بعينين جميلتين بعد أن أكرمهما بصغيرتهما غيتة، التي قال إن والدتها تعتني بها أحسن اعتناء.

“أنا كمكفوف أفضل الزواج من واحدة تعاني من نفس إعاقتي؛ لأن التواصل يكون أفضل وله نكهة خاصة، حيث يحس كل طرف بما يحس به الطرف الآخر”، يقول الزوج، مبرزا أن الكفيف قد يشعر مع الزوجة السوية بأن معاشرتها له إحسان إليه وشفقة على حاله بسبب إعاقته.

وأضاف أن طفلته غيتة تعد أحسن هدية قدمت له من طرف زوجته مليكة، طفلة قال إنها ثمرة للحب الحقيقي الذي يجمعهما كزوجين كفيفين معا، مشيرا إلى أنه لو أن أحدهما مبصر سيكون حب هذا الأخير للطرف الكفيف “خدمة مقدمة له، وليس شعورا صادقا”.

“وضعيتنا الاجتماعية، حقيقة، لا نحسد عليها، وما أحوجنا للدعم والمساندة”، يقول المغراوي، مبرزا أن إعاقة زوجته السمعية، إلى جانب إعاقتها البصرية، وعدم حصولها على وظيفة يفاقم من معاناتها أكثر.

وأوضح الكفيف ذاته أن زوجته في حاجة إلى زرع القوقعة حتى تتمكن من استعادة سمعها، طالبا من وزير الصحة وذوي النيات الحسنة الوقوف معه حتى يتمكن من إجراء هذا التدخل الطبي، المكلف كثيرا، لفائدة زوجته لتتمكن من سماع صوت طفلتيهما غيتة التي تملأ عليهما البيت.

من جانبها، قالت زوجته مليكة إن الحديث عن إعاقة واحدة في حد ذاته أمر صعب، فبالأحرى حين يتعلق الأمر بإعاقتين في جسد واحد، مشيرة إلى أن “المجتمع يتعامل بلطف أكثر مع الكفيف، ويبقى قاسيا مع فاقد السمع، حيث يرفض غالبية الأشخاص بذل الجهد ليسمعوه صوتهم ويفهموه كلامهم”.

“لقد تحديت إعاقتي وحصلت على الإجازة في الدراسات الإسلامية بدعم من والدي، لكن لم يوفقني الله، حتى اليوم، في الحصول على وظيفة تضمن لأسرتي العيش بكرامة”، تقول مليكة، التي أكدت أن زوجها يحتاج إلى الدعم والمساندة لتحمل أعباء الحياة.

وشددت مليكة، في حديثها مع هسبريس، على أن زوجها عبد الإله يشجعها دائما على تحدي الإعاقة، مشيرة إلى أنه مع الرحمة والمودة التي تملأ بيتهما تمكنا من تحدي الصعاب، لأن “الاتفاق والتفاهم هما أساس الحياة الزوجية السعيدة، وإن غاب ذلك، يتحول البيت، حتى عند الأسوياء، إلى جحيم”، بتعبيرها.

يمكن التواصل مع الزوج عبد الإله المغراوي عبر هاتفه الخاص: 0689444849

The post عبد الإله ومليكة .. ثنائي كفيف يسطر قصة حب ويخوض غمار التحديات appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى