“أصول العمارة والبنيان في بيت المقدس” إصدار جديد لوكالة بيت مال القدس الشريف

أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف، حديثا، كتابا عن “أصول العمارة والبنيان في بيت المقدس: بين صورة الماضي وحاجيات الحاضر والمستقبل”، يتضمن عددا من دراسات لباحثين مغاربة وفلسطينيين عن الطابع المعماري الخاص للقدس وسبل المحافظة عليه باعتباره إرثا مشتركا للإنسانية ومصنفا ضمن قوائم التراث العالمي منذ العام 1981.

وذكر بلاغ لوكالة بيت مال القدس الشريف أن هذا الكتاب الذي صدر في 242 صفحة من الحجم المتوسط عن (دار أبي رقراق للطباعة والنشر)، يضم دراسات حول “القدس القديمة: جواهر معمارية عالمية” للمؤرخ الفلسطيني، نظمي الجعبة، و”المقاومة العمرانية لتهويد القدس”، لأستاذ التاريخ بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بمكناس، عبد الحق الطاهري، و”ومضة عن المسجد الأقصى: ماهيته، مكانته، والأخطار المحيطة به” لأستاذ الآثار بجامعة بير زيت، يوسف النتشه.

كما يضم هذا الإصدار دراستين حول “مكانة القدس في الديانات السماوية الثلاث”، لأستاذ القانون الدولي، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية العليا، حنا عيسى، و”القدس مركز العالم: مدينة واحدة ورؤى دينية متعددة”، لأستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، سعيد كفايتي.

وحسب البلاغ، فقد تناولت هذه الدراسات جوانب من الخصوصية الدينية للمدينة المقدسة، حيث أبرزت أن هوية المدينة تظهر بشكل جلي في تخطيطها الحضري وأسواقها الواسعة ومبانيها السكنية ومرافقها العامة، وقبابها الحجرية التي تمنحها رونقا خاصا، إلى جانب الأعمدة الضخمة التي تنتصب داخلها وفي محيطها لترفع دعائم الاسمنت لتبقى شاهدة على الهوية العمرانية المتفردة للقدس.

وتؤكد هذه الدراسات التي تم إغناؤها ببعض المخططات والصور، أن المكونات المعمارية التاريخية للمدينة المقدسة ونسيجها الحضري تبقى على العموم بحالة جيدة، خاصة المسجد الأقصى بمبانيه متعددة الأشكال والأحجام، والمنطقة المحيطة به، والأسوار العثمانية القائمة حول المدينة القديمة وبواباتها.

وتشير إلى أن العمارة والآثار تعد من أهم تعبيرات الثقافة المادية التي ينبغي صونها والحفاظ عليها، وذلك بالرغم من الصعوبة التي تكتسيها هذه المهمة نظرا لطبيعة وهندسة المباني وكثافتها على مساحة أقل من كيلومتر مربع، مما يجعل ترميمها والحفاظ عليها مسؤولية جماعية.

وأشار البلاغ في هذا الصدد إلى أنه يمكن البناء بهذا الخصوص على بعض قصص النجاح التي تحققت من خلال عمليات الترميم التي همت العدد الأكبر من المباني التاريخية للقدس القديمة وعددها حوالي أربعة آلاف مبنى بفضل بعض المبادرات الشعبية وجهود عدد من منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، وبدعم من بعض الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية، ومن بينها وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وذكرت الدراسات الواردة في هذا الكتاب أن المباني التاريخية التي تشكل النسيج العمراني للقدس القديمة لا تعتبر فقط شاهدا على التاريخ، بل تشكل معلما حضاريا وروحيا متفردا لجميع الأمم بما يميزها من معالم عمرانية تاريخية ما تزال قائمة، تدل على هوية المدينة ومركزها الديني والحضاري، من خلال العمارة المنتصبة في المساجد، والكنائس، والأديرة، والمدارس، والقباب، والمنابر، والمحاريب، والخانات، والحمامات والأربطة، والطرقات، والبرك، والآبار، والقنوات، والزوايا.

وخلص البلاغ إلى أن الدراسات حاولت الإجابة عن بعض الأسئلة التي تتعلق بأوجه دعم الصمود العمراني في القدس، وسبل المزاوجة بين متطلبات العصر في البناء مع حماية الموروث العمراني التاريخي للمدينة، وكذا شروط ومتطلبات تعزيز ثقافة التسامح بين البشر من دون العبث بعناصر المحيط، بما في ذلك العمارة ومجال العيش المشترك.

و.م.ع

زر الذهاب إلى الأعلى