الجيش الجزائري يعلق الفشل على مشجب الخارج في ذكرى "الحراك" الثانية

قالت افتتاحية مجلة “الجيش” الصادرة عن عسكر الجزائر، في عدد أمس الأحد، إن الجزائر مستهدفة من قبل أطراف أجنبية لم يرق لها ذلك النهج الوطني والسيادي الذي تنتهجه في ظل عالم ما فتئ يشهد في المدة الأخيرة تحولات وتحديات وتهديدات تستهدف الدولة الوطنية في الصميم، موضحة أن “الجزائر الجديدة تزعج هذه الجهات المقصودة، ترفض أي وصاية من أي جهة كانت أو إملاءات أو تدخل أجنبي مهما كانت طبيعته أو شكله”.

وباستعمال الهمز واللمز لتبرير فشل حكم العسكر بعد سنتين من الحراك الشعبي الذي انطلق سنة 2019، تحدثت المجلة عما اعتبرتها “تصرفات منافية تماما للأعراف الدبلوماسية”، موردة أن أطرافا أجنبية تقوم بتحركات “أقل ما يقال عنها إنها مشبوهة ويائسة تستهدف المساس بالبلاد وزعزعة استقرارها في محاولة مفضوحة للتدخل السافر في شؤونها الداخلية، وهو ما ترفضه بلادنا جملة وتفصيلا”.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1608049251753-0’); });

وتعليقا على هذه الخرجة الجديدة للجيش الجزائري في موضوع داخلي بنفحة خارجية، يرى الخبير في الشؤون المغاربية نوفل البعمري أن “خرجة اليوم تؤكد أن من يحكم الدولة الجزائرية هو العسكر الذي أصبح يخاطب الشعب الجزائري ويقدم رسائله إلى المنطقة بشكل مباشر وواضح”، موردا أن “الجيش لم يعد يختبئ وراء الرؤساء الذين كان يتم تعيينهم من طرفه في انتخابات شكلية، وهي الانتخابات التي رفضها الشعب الجزائري وكانت واحدة من الأسباب التي أججت الاحتجاجات التي تحل ذكراها الثانية بعد أيام قليلة”.

وقال البعمري إن خرجة الجيش تزامنا مع ذكرى الحراك، “هي محاولة لتهريب المطالب الداخلية بالتغيير والانتقال نحو حكم مدني إلى نقاش خارجي يختبئ وراء عدو خارجي وهمي”، يقصد هنا ما سبق أن سماه شنقريحة بالعدو الكلاسيكي، مسجلا أن “ذلك يأتي رغم أن دول الجوار، وعلى رأسها المغرب، سبق أن أكدت غير ما مرة أنها قد نأت بنفسها عن الوضع الداخلي الجزائري، ولم يثبت قط أن لها يدا فيما يحدث داخليا”.

البعمري شدد على أن “الجيش في كلمة عدد هذه المجلة الناطقة باسمه وباسم الحاكمين الحقيقيين في الجزائر، يبدو أنه ليس له إجابات حقيقية على مطالب الشارع الجزائري، لأنه ليس لديه ما يقدمه لتهدئة الشارع غير استعمال نفس الخطاب القائم على التخويف وترهيب الجزائريين تارة بالعشرية السوداء، وتارة أخرى بالعدو الخارجي الوهمي”.

وجاء في مجلة العسكر أن “انخراط الشعب الجزائري عن قناعة في مسار بناء جزائر جديدة وسيدة لم يكن يرضي أطرافا معادية، فحركت هذه الأخيرة بيادقها وأوعزت لأصوات ذوي النوايا السيئة بفعل ارتباطها بأجندات خارجية أضحت معروفة لدى العام والخاص قصد الالتفاف على المطالب المشروعة للشعب وخلط الأوراق بما يخدم مصالحها ومآربها الخبيثة ضمن مخطط يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب المصداقية التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي، ومن ثمة العلاقة المتينة التي تربط الشعب بجيشه.”

The post الجيش الجزائري يعلق الفشل على مشجب الخارج في ذكرى “الحراك” الثانية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى