ضعف ميزانية المسلسلات الإذاعية يرمي فنانين مسرحيين إلى البطالة

طيلة أزيد من نصف قرن، ألِف مستمعو الإذاعة الوطنية التي تُبث من زنقة البريهي بالرباط متابعة مسلسلات إذاعية تتناول مختلف القضايا الاجتماعية والتاريخية، باللغة العربية الفصحى، يؤدي أدوارها عدد من رواد المسرح المغاربة، منهم الراحلون محمد حسن الجندي وعبد الله العمراني وحبيبة المذكوري وأمينة رشيد وغيرهم.

ورغم أن هذه المسلسلات التي انطلقت منذ سنة 1949 مازالت تُبثّ على أمواج الإذاعة الوطنية، فإن مسؤولي الإذاعة يعيدون فقط المسلسلات القديمة، بعدما توقف إنتاج مسلسلات جديدة منذ سنة 2009، وهو ما حذا بعدد من أهل المسرح إلى المطالبة بإعادة تسجيل هذه المسلسلات، لما تمثله من رصيد إبداعي وتثقيفي على قدر كبير من الأهمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1608049251753-0’); });

ويعود سبب توقف تسجيل الأعمال الدرامية الإذاعية، حسب ما جاء في عريضة رفعها سبعة وعشرون من الممثلين والمؤلفين والمهتمين إلى المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، إلى ضعف المبلغ المالي المخصص لإنتاج هذه الأعمال، الذي لا يتعدى 5000 درهم للحلقة الواحدة من المسلسل الإذاعي.

واعتبر الموقعون على العريضة التي تتوفر عليها هسبريس أن المبلغ المالي لإنتاج الحلقة الواحدة من الأعمال الدرامية الإذاعية، الذي حددته طلبات العروض في خمسة آلاف درهم، “لا يكفي لتعويضات الفنانين الكبار العاملين في المسلسلات الإذاعية، إذ إن كل حلقة في المسلسل تضم على الأقل 10 ممثلين، زيادة على المؤلف والمخرج والتقنيين والمنتج”.

وبسبب ضعف المبلغ المخصص لإنتاج الأعمال الدرامية الإذاعية، توقّف المشتغلون في هذا الحقل عن تقديم مشاريع أعمال درامية جديدة ضمن طلبات العروض التي تطرحها الشركة الوطنية للإذاعية والتلفزة، “وهو ما خلق نوعا من البطالة لدى العاملين في الدراما الإذاعية”، وفق ما جاء في العريض الموجهة إلى المدير العام الشركة.

وفي تصريح لهسبريس، قال عبد الرحمان زواد، أحد الممثلين الموقعين العريضة، إن الغلاف المالي المخصص لإنتاج المسلسلات الإذاعية كان يوضع بناء على تكلفة كل حلقة، إذ كان الممثلون يشتغلون لقاء 350 درهما للحلقة الواحدة، قبل أن يتم تحديد المبلغ المالي المخصص لكل حلقة في 5000 درهم، بغض النظر عن الطاقم المشارك فيها من ممثلين وتقنيين ومخرج ومنتج.

ويحصل المنتج لوحده على 30 في المائة من المبلغ المالي المخصص لإنتاج الحلقة الواحدة من المسلسلات الإذاعية، وهو ما يعني عمليا أن الممثلين والتقنيين والمخرج لا يتبقى لهم سوى مبلغ 3500 درهم.

وطلب الممثلون والمؤلفون والمهتمون بالدراما الإذاعية الموقعون على العريضة، من فيصل العرايشي، رفع سقف إنتاج المسلسلات الإذاعية إلى حدود 20 ألف درهم للحلقة الواحدة، “حتى تكون مناسبة لتعويضات العاملين في المسلسلات الإذاعية”.

واعتبر الموقعون على العريضة أن مبلغ 20 ألف درهم، وإن كان “مبلغا ضئيلا مقارنة مع الغلاف المالي المخصص للدراما التلفزية، إلا أننا بهذا المبلغ نستطيع إقناع الممثلين المرموقين بالمشاركة في المسلسلات الإذاعية، ما يعطي قيمة مضافة للأعمال الدرامية الإذاعية”.

وجوابا عن سؤال بخصوص مدى قدرة المسلسلات التي تُبث على أمواج الإذاعة على استقطاب المستمعين، في ظل منافسة التلفزيون والأنترنيت، قال عبد الرحمان زواد إن الأعمال الدرامية الإذاعية لها جمهورها الخاص، إضافة إلى كون فئات واسعة من المجتمع يرتبطون بالإذاعة أكثر من التلفزيون، مثل الحرفيين والسائقين، إذ يرافقهم المذياع أثناء مزاولة أعمالهم، إضافة إلى فئة المكفوفين الذين لا يستطيعون مشاهدة التلفزيون.

وأردف المتحدث ذاته بأن الممثلين والمؤلفين والتقنيين العاملين في مجال المسرح بحاجة إلى عودة تسجيل الأعمال الدرامية الإذاعية، من أجل تمكينهم من العمل، بعد إغلاق المسارح وتوقف الإنتاج المسرحي بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، وقلة الفرص المتاحة لهم للاشتغال في أعمال تلفزيونية.

The post ضعف ميزانية المسلسلات الإذاعية يرمي فنانين مسرحيين إلى البطالة appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى